هل تنقذ أوروبا بلاد "الإغريق" من دوامة الديون أم تغرق معها ؟

دبي - مصعب مؤيد


خلال اجتماعها نهاية الأسبوع الماضي ، سكتت مجموعة السبع الكبار، الآيلة للأفول، عن الكلام المباح (أو اللازم بالأحرى) في معضلة المديونية اليونانية الهائلة متعللة ببزوغ صباح الاتحاد الأوروبي الذي تركت الأمر في ملعبه يعالجه بما يراه مناسبا! مما يثير تساؤلات كبيرة حول طبيعة صراع العمالقة الاقتصاديين وتداعياته ولمّا تشفى بعد جراح الأزمة العالمية.

وعلى هذا الأساس فإن طاولة قمة منطقة اليورو في بروكسل الخميس المقبل تعج بالمعضلات وتمثل اختبارا قاسيا لقيادة رئيس الاتحاد الاوروبي الجديد هيرمان فان رومبوي الذي دعا الى هذه القمة معتزما من خلالها وضع بصمته على نهج الاتحاد بعد بقاءه في الظل منذ تسلم مهماته في ديسمبر المنصرم.

وبالرغم من أن الاجتماع ينعقد لبحث سبل تعزيز تنافسية الأعمال لدول اليورو، فإن أنظار أسواق المال الأوروبية والعالمية ستتوجه صوب نتائجه متوقعة تمخضه عن قرارات حاسمة فيما يتعلق بعلاج مرض المديونية اليونانية الهائلة والحيلولة دون تحوله إلى وباء معد ينتقل إلى جسم منطقة اليورو ومنه إلى العالم.

ومما يثير مثل هذه المخاوف اعتزام رومبوي خلال القمة التركيز على الإصلاح الهيكلي الاقتصادي للاتحاد مما قد يؤدي إلى إغفال أكبر أزمة تواجه الاتحاد الأوروبي منذ إطلاق عملته الموحدة "اليورو" قبل عقد ونيف، الأمر الذي يخشى قادة دول أخرى أن يولد حالة من الذعر في البورصات العالمية نظرا للاضطرابات العنيفة التي تشهدها أسواق الدين حول العالم بسبب أزمة المديونية اليونانية.

وفي إشارة إلى إمكانية ورود هذا الاحتمال ، تحذير رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو من أن اقتصادات اليونان وايرلندا والبرتغال قد تكون في حال أسوأ بكثير مما هو متوقع على صعيد التنافسية النسبية بعد عشرين عاما من الاعتماد على عشرات المليارات من يوروات الدعم الإقليمي الأوروبي.

وعلى ذات المنوال لكن بلهجة أكثر حدة ، قالت الحكومة البريطانية في ورقة ستقدمها للقمة " إنه يتعين على الاتحاد الأوروبي تحديد هدف واضح له وهو: توليد نمو قوي ومتوازن ومستدام. وإذا ما فشلنا في هذه المهمة فإن أوروبا ستخاطر بعقد ضائع من النمو وتراجع لمستويات المعيشة النسبية"

لكن يبدو أن جعبة رئيس الاتحاد الاوروبي هيرمان فان رومبوي عامرة بالخطط حيث اقترح في وثيقة سترفع للقمة تشكيل ما وصفه "بالحكومة الاقتصادية" للاتحاد من أجل تنسيق سياسات مواجهة الأزمة بشكل أفضل.

وقال رومبوي إن رؤساء الدول والحكومات في الاتحاد الاوروبي "مسؤولون عن الاستراتيجية الاقتصادية لحكوماتهم" مؤكدا أنه عليهم مستقبلا "أن يكونوا كذلك على مستوى الاتحاد الاوروبي".

وأكد رئيس الوزراء البلجيكي السابق أن القادة الاوروبيون هم الوحيدون القادرون على بلورة "استراتيجية مشتركة تهدف إلى إيجاد مزيد من النمو ومزيد من الوظائف"

وستخصص قمة الخميس لوضع أسس استراتيجية اقتصادية جديدة للاتحاد الاوروبي حتى عام 2020 تتمحور حول زيادة الاستثمار في الأبحاث والتطوير والاقتصاديات الخضراء والإصلاح بحيث تحل محل استراتيجية برشلونة التي أطلقت مطلع الألفية الجديدة لكنها أخفقت في تحقيق أهدافها بتحويل أوروبا خلال عقد إلى الاقتصاد الأكثر تنافسا وحيوية في العالم.